سماء لم تصل و نقاط !

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
01/01/2007 06:00 AM
GMT



تلك سماء ثامنة
أوسع من طرف الدبوس بحزنين
و أبعد من عسل عينيك
تتناثر دموعي
أمطار حزن متسلقة على وجعي 
سألت سنابل قمح ثملت بلمسة فلاح عاشق
يجدل سعفات نخلته كل مساء
فتجرحة
يخالها جدائل معشوقته النهرية
يلمُ ضفتي جرحة
و يفتح كُتباً تعرفُ درباً للكوفة
تنبتُ بساتيناً من نخل كوفيّ على ضفتي جرحه
و أنهراً تضئ بأحرف نحوية
يتركها على جباه السنابل
- يا لغات الحزن
 الموصولة بالسماء
يا أرغفة العطاء
من أين الطريق الى الكوفة!
- رباه ، مستني السنابل بدفء
كانت كخد نبيِّ
قالت الأرض
- انظري جيدا
كانَ الحرف الكوفي يتيما
لا تضمه في البرد نقاط!
- و من أين جاءت؟ من ندف الدمع؟
-لا، انظري
         كل دائرة هي نقطة
             و كل نقطة مربع
                 و كل طبعة قدم هي هجرة
                     و كل هجرة منفى!
     جاؤوا شبابا و انقضوا
                                أطفالا
     - من!
     - النقاط!
           هذه من أسرار الطرقات
- و لم يصلوا؟
الى اين كانت الوجهات!
- كانت الوجهة الكبرى
بلاد بين دمعين
عيون ماء تروي عطش الحصى
و جوع الخطا
ثمار و زهور
لبقايا الهياكل القادمة
 من الوجع الموروث
من اشجار الحمى
- مروا بالبصرة؟
مروا بالبصرة
كانت للبصرة عينان
بالاهداب صلبتهم
سلبتهم حزن الغربة
و الدمع الثوري
كانت قنديلا يرقص وحيدا
يهدهده ملح خليج و سمرة خد
و نذور البسطاء معلقة عليه
حتى عودة " غريب منتظر"
ولا يعود
و تصير الأرض للبشر سَفّود
"و كل من عليها" حطب
إلا حزن ربك..
" أسمع همسا يهز أوراق الكَرم بعيدا
و صبي يحمل قرص رغيف
و الجبهة شمس
يدخل حقول الوجع بصمت مهيب
و من العسل أثرا بعينيه
يدخل اوطانا اخرى "
قالت:-
- لرغيف بسمرة الرمش اشتاقوا
و لشمس الجبين فتحوا حقائب احزانهم
عرقت جباههم خجلا
لم يحملوا الا حزنا اخر لهذا الوطن
كانت وجهتهم شمالا
و لكن عثرات علقت بخطاهم
         من البصرة
ألقت بهم فوق الخط الكوفي!
صاروا نقاطا!
صاروا دوائر مظلمة
" لا يدخلها إلا المطهرون"
من الترف و بذاءة الضحك
على أطراف الوطن ..
و لم يصلوا!